طنجة-15 ماي 2025
أكد السيد هشام البلاوي الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة، زوال اليوم 15 ماي 2025 بطنجة، أن الدورة 32 لمؤتمر جمعية هيئات المحامين بالمغرب، محطة وطنية هامة لمناقشة مختلف القضايا المرتبطة بمهنة المحاماة وطرح التحديات الراهنة وفرصة سانحة لتسليط الضوء على الدور المحوري الذي تضطلع به أسرة الدفاع في حماية الحقوق والحريات وصون استقلالية المهنة.
وقال السيد رئيس النيابة العامة في الجلسة الافتتاحية للدورة، إن انعقاد المؤتمر الوطني لجمعية هيئات المحامين في دورته الثانية والثلاثون يعكس مساراً ونضالاً طويلاً لأسرة الدفاع، ستة عقود مرت على انعقاد أول مؤتمر وطني بتاريخ 22 و23 يونيو 1962.
وأبرز السيد هشام البلاوي أن فعاليات مؤتمر جمعية هيئات المحامين بالمغرب في دورته الحالية، “نعتبرها لحظة مهمة تستدعي التوقف عندها للاقتداء بنماذج خيرة من السادة النقباء والمحامين الأفذاذ الذين ساهموا في تأسيس هيئاتكم وتجسيد حضورها الوازن طيلة عقود”. وبهذه المناسبة، يضيف السيد رئيس النيابة العامة، لا يسعني باسم قضاة النيابة العامة إلا أن أهنئكم السيد رئيس الجمعية ومن خلالكم كافة السادة النقباء وكافة أسرة هذه المهنة العريقة على ما تقومون به من مهام خدمة للعدالة التي كانت على الدوام ملاذ للمستضعفين ومَلْجَأً للسّاعِين في البحث عن حقوقهم وهو دور قامت به وما زالت تقوم به بكل اقتدار ومسؤولية قامات دفاعية سجَّلت بكل اعتزاز طيلة مسيرة قرن مواقف مُشَـِّرفة ومُشْرِقَة في مسار بناء دولة الحق والقانون والمؤسسات والدفاع عن قضايا العدالة والقضايا الوطنية والإنسانية والحقوقية. هذه المواقف والرسالة السامية التي حملتها أسرة الدفاع ببذلتها السوداء لتضيء طريق الآخرين.
ودعا السيد رئيس النيابة العامة إلى السير قدما في طريق الرقي بمنظومة العدالة ببلادنا، يكون فيها لأسرة الدفاع دور أساسي من أجل كسب التحديات الراهنة في ظل التحولات المتسارعة التي تفرضها العولمة الاقتصادية بتجلياتها المختلفة في ظل ما أصبحت تطرحه الطفرات التكنولوجية المتسارعة من إكراهات بسبب الاستعمال المتزايد للتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي وهي تحديات تنضاف إلى أخرى تتطلب تعبئة الطاقات والالتفاف حول القيم والمبادئ النبيلة المؤطرة لمهنة الدفاع والانخراط الواعي والمسؤول في دينامية التغيير والتحديث بما يقوي من موقعها المؤسسي الفاعل في مواصلة بناء دولة الحق والقانون سيرا على هدي التوجيهات الملكية السامية في هذا الإطار، حيث قال جلالته في رسالته السامية الموجهة للمشاركين في أشغال الدورة الثانية للمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب بالدار البيضاء يوم 20 نونبر 2000 ما يلي: “ونتيجة لهذه التحديات فإن المحاماة توجد اليوم في موقع دفاع حتى لا تفقد قواعدها وتقاليدها وأعرافها وثقة من يلجأ إليها. ولن يتسنى رفع تلكم التحديات إلا بالعمل على إصلاح وهيكلة المهنة وفق تنظيم حديث ومتطور يحافظ للمحاماة على استقلالها وحرمتها ويضمن في نفس الوقت تطورها وتكيُّفها مع المتطلبات المستجدة” انتهى النطق الملكي السامي.
فيما يلي نص كلمة السيد هشام البلاوي الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة بالمناسبة:
كلمة السيد الرئيس بمناسبة الدورة 32 لمؤتمر جمعية هيئات المحامين بالمغرب